فضائــح الجامعــة العربيــة وأردوغــان فــي البحريــن
د.نسيب حطيط
استطاعت الثورة الشعبية في البحرين تعرية الجامعة العربية وأردوغان(الأطلسي)ونفاقهما السياسي والإنساني وصمتهما عن التدخل العسكري الخليجي و قتل المتظاهرين وتدمير المساجد ونبش القبور وإعتقال النساء والأطباء، فالسيد الأميركي أمر الجامعة العربية و أردوغان بمساندة النظام البحريني بالتلازم مع فتح أبواب ليبيا أمام الناتو لقتل المدنيين بحجة حمايتهم ،والمحصلة الديمقراطية حوالي خمسون الف قتيل ليبي ،مع تأكيد موقفنا ضد الطاغية القذافي المتحالف مع اميركا واوروبا حتى اللحظات الأخيرة.
- لقد سكتت الجامعة العربية عن مجازر الاحتلال الأميركي في العراق فلم تجتمع الجامعة لحماية المدنيين ولم تستنكر ولم ترسل أمينها العام سوى مرة واحدة بعد سنوات من الغزو.
- لم تجتمع الجامعة من أجل البحرين بعدما تدخلت قوات درع الجزيرة لقمع ثورة شعبية(داخلية).
- لم تتحرك الجامعة من أجل اليمن وقد جرت محاولة اغتيال الرئيس ومساعديه في المسجد واحتلت القاعدة زنجبار، وقتل آلاف اليمنيين وخطر الحرب الأهلية قائم.
- في البحرين أعتقلت النساء خلاف القيم العربية والاسلامية، احتلت المستشفيات واعتقل الأطباء والممرضات ،طرد الطلاب من الجامعات والعمال من وظائفهم بناء على خلفيات مذهبية وقمعية ،و تم تشويه الثورة الشعبية ووصفت مذهبيا بأنها (شيعية) بينما لم توصف أي ثورة عربية بأنها(سنية) ويجاهد رئيس الوزراء التركي أردوغان لتفجير سوريا بالحرب المذهبية(العلوية – السنية)ويخادع العرب ويحذر الطغاة والملوك من قمع شعوبهم، ويتنقل حاملا بضاعته السياسية والاقتصادية لتغطية خطيئة نشر الدرع الصاروخية ،ولتأمين حصة تركيا من كعكة الثروات العربية المنهوبة ،و يصمت عن القمع في البحرين لتنكشف عورته السياسية المخادعة وتحركه المذهبي غير الاسلامي.
لقد أكدت الجامعة العربية أنها تحولت من منظمة مشلولة إلى أداة تنفيذية للمخطط الأميركي لتقسيم الشرق الأوسط عبر إضفاء الشرعية على الغزو والاحتلال .
الجامعة العربية تدعو سوريا لوقف العنف وتسكت عما يجري في البحرين وتستنكر قتل المدنيين في سوريا(ونحن نستنكر قتل المدنيين والعسكريين) لكنها لا تستنكر قتل المدنيين في البحرين أو في ليبيا بقذائف الناتو،وتطالب بالاصلاح في سوريا واكثر اعضائها ،تفتقر بلادهم للدساتيرو الانتخابات و النقابات و الحريات وتستبدلهما بنظام العائلة ،و يحاضرون في الديمقراطية والاصلاح ،ويستعبدون الناس لأنهم يملكون النفط والأرصدة المالية المودعة في أميركا وأوروبا.
أما الرئيس أردوغان فإنه يجول لنشر ما يسمى(الاسلام الأطلسي) المرتكز على القشور وإلغاء الجوهر ، إسلام يقبل نشر القواعد العسكرية الأميركية،وإقامة العلاقات العسكرية والاقتصادية مع اسرائيل التي تحتل القدس اولى القبلتين، ولا يطالب بإطلاق 11 ألف أسير فلسطيني.
أردوغان تاجر فاشل و لم يستفد من فتح البوابة السورية للدخول الى السوق العربية،فحرق المراحل وانكشف دوره المرسوم اميركيا واسرائيليا لتخريب سوريا وتهديد ايران وروسيا بالدرع الصاروخية لحماية اسرائيل فتحول الى البوابة المصرية مستغلا عذابات غزة المحاصرة .
يعاني الشعب البحريني المظلوم من صمت وتآمر المجتمع الدولي، فلم يتحرك بان كي مون ولا مجلس حقوق الانسان ولا الدول الاوروبية ولا الجامعة العربية ولا منظمة التعاون الاسلامي ،لقد تركت الثورة الشعبية وحيدة تقاوم وهي عزلاء ،تتحرك سلميا، بلأيدي العارية والحناجر والاصرار،ولم يساعدها احد ولم تراها قناة " الجزيرة" وهي تلاحق شهود العيان في سوريا من حارة الى حارة ،وكذلك فضائيات الغرب واميركا!
ثورة البحرين مظلومة يغتصبها الاسطول الخامس الاميركي و العائلة المالكة ودرع الجزيرة ،وتساعدهم الجامعة العربية والمؤسسات الدولية .
البحرين تستصرخ الاعلاميين والمثقفين وجمعيات حقوق الانسان ان يتحملوا مسؤولياتهم الانسانية والأخلاقية لنصرتها وفضح ما يتعرض له المدنيون والمساجد والنساء والأطباء والمقابرمن انتهاكات وحشية غير مسبوقة ،وثورة البحرين تؤكد استمرارها لتحقيق مطالبها واستعادة حقوقها المشروعة والمسلوبة وفي طليعتها حق المواطنة والمشاركة في النظام.